مهن وحرف
 
النكاس

حرفة النكاس

مهنة النكاس المھن القدیمة فمھنة (النكاسة) التي ارتبطت بالشخص الذي یصلح الرحى (أداة لطحن الحبوب كالقمح) فسمي ذلك الحرفي بالنكاس لانھ ینكس الرحى اي یقلبھا لیخدش سطحھا بادوات معدنیة حادة.

ومھنة النكاس قدیما تطلق على الحرفي الذي یقوم بإصلاح الرحى و تخشینھا عندما یصبح سطحھا أملس وناعم من كثرة الاستعمال حیث تترسب تدریجیا بقایا الحبوب المطحونة (مثل القمح) وغیرھا من المواد على سطحھا مع استمرار استخدامھا مما یؤدي الى امتلاء النتوءات والحفر الصغیرة على سطح الرحى".

و(الرحى) عبارة عن حجرین دائریین یثبت الاول فوق الاخر وتوضع الحبوب عبر فجوة بوسط الحجر الاعلى وتسمى (كور) ثم یدار بالید كي تمر الحبوب عبر الفجوة وتتوزع بین الحجرین وتطحن.

ویحدث للرحى العطب بأن یصبح سطح الحجرین املس بسبب كثرة الاستعمال فیطلق علیھا حینئذ (جعجعة) أي صوت بلا فعل ومن ھنا قیل المثل العربي الشھیر "نسمع جعجعة ولا نرى طحینا". وعن أدوات النكاس فهو یستخدم (جدوما) خاصا ذا جھتین حادتین یسمى (منكاسة) ومطرقة واقلاما حدیدیة ذات اطراف حادة وادوات اخرى یضعھا في كیس صغیر یحمله على كتفه اثناء تجوله كعادته بین الفرجان والاحیاء الكویتیة القدیمة منادیا (نكاس .. نكاس).

ولم یكن للنكاس مكان معین یعمل فیه بل یقوم (بتنكیس) الرحى في البیوت الى جانب العمل في أماكن طحن الحبوب التي كان یطلق علیھا (معامل الھردة) حیث یقوم بتنكیس (الكاركة) التي یطحن بھا السمسم لتحویله الى ما یعرف ب(ھردة) وفي مقابل ذلك یتقاضى اجرا یبلغ 4 بیزات مقابل تنكیس الرحى الواحدة التي تأخذ منه نصف یوم عمل تقریبا.

فمعظم العائلات الكویتیة في الماضي كانت تعد الخبز في المنازل مما یتطلب وجود تنور ورحى في كل منزل لطحن الحبوب تمھیدا لخبزھا مما یشكل سوقا جیدة للنكاس لممارسة عملھ في تخشین الرحى وكسب الرزق من وراء ذلك.

فالحاجة لمھنة النكاس قدیما كانت تزداد قبل شھر رمضان حیث یقوم الناس بطحن الحبوب استعدادا لاستقبال الشھر الكریم فیلجؤون الى النكاس لاصلاح الرحى وصیانتھا بینما یبدأ عمل النكاس مع أصحاب معامل السمسم قبل بدایة موسم عمل (الھردة) في شھر سبتمبر.

وبعد ظھور النفط والطفرة الاقتصادیة التي صاحبت ظھوره في البلاد انتفت حاجة الناس الى الكثیر من الحرف والمھن القدیمة ومن بینھا النكاس فحلت مكان الرحى احدث الأجھزة الكھربائیة التي تقوم بمھمة طحن الحبوب بكل سھولة ویسر فذھبت بذلك مھنة (النكاسة) ولم یبق منھا الا صور جمیلة في قصص وروایات الأجداد.